اهمية الطوابع

هناك عدد من الوسائط والوسائل والاساليب التي نستطيع بها ان نخلّد أعلامنا سواءً في الادب او السياسة او الفن او الفكر.. ومن خلال هذه الوسائط يمكن اظهار ما تتميز به الامم والشعوب من تاريخ وحضارة وتراث وموروث شعبي اوثقافي او تتفرد به الطبيعة من تنوع وثراء في الشكل والمضمون؟ تمكن المرء من الاستمتاع بها وبمناظرها الساحرة وتجسد حركة الشعب نحو النهضة في العصر الجديد .. ومن خلال هذه الوسائط ايضاً تحتفظ الامم بتاريخ ابنائها وقياداتها.. كما انها تحمل مقياساً لمدى وطنية ابنائها وتجسد انتماءهم الوطني.. ومن هذه الوسائل المتاحف، وكتابة طوابع البريد ببساطة هي التاريخ المركز والملخص الذي يدفع راغبي المعرفة الى البحث والاستقصاء لمزيد من التفصيل والتعرف على ما تحتويه وتتضمنه من معايير وقيم انسانية ووطنية.. فان تكون جاهلاً او متجاهلاً لتعبيرات تلك الصور .. يعني انك لست وطنياً ولا تحقق معنى للانتماء الوطني والمواطنة الحقيقية المعبرة عن روح الانتماء والدفاع عن الوطن والتصدي لكل من يحاول الاساءة لهذه الحضارة او التشكيك فيها او من أسهم فيها.

قراءة واقعية



واذا ما حاولنا قراءة سريعة لعدد من الطوابع المهمة نجد فيها ذلك الاسهام الفاعل والجهد المنفرد الذي تبذله الهيئة للحفاظ على هذا التراث والتاريخ والتذكير به ، وايضاً الترويج .. وذلك عبر اصدارات تذكارية واخرى خاصة لعريضة تجسد في مضامينها معاني العراقة والفرادة والتميز عبر فترات متلاحقة.. كما نجد التفاعل الانساني والاجتماعي من خلال تشجيع الطفولة في اليمن ودعم نشاطاتهم الابداعية وابرازها في طوابع بريدية مع كل ما شهده الوطن من حراك في مختلف مجالات الحياة التي يحتفي بها الوطن وتجديد ذاكرة ابنائه.. اضافة الى التفاعل مع قضايا الهجرة والمهاجرين والمغتربين على نحو يعزز من ارتباطهم بالوطن.. وتخليد اعلام اليمن ومبدعيه ممن كان لهم اسهامات بارزة في التجديد والتطوير الفني والثقافي والادبي النوعي ومنهم المحضار والبردوني ، كما لم تنسَ التذكير والتحفيز المتكرر للمستثمرين والسياح الاجانب والاستمتاع بما احتوته الطبيعة الخلابة وماحباها الله من خصوصية جغرافية وثقافية واجتماعية وجزر وثروات غزيرة تتجسد في عراقة شعبها وتجدد ماضيه ،حقيقة حضارته التي لم تكن استنساخاً.. الى جانب الآثار والمعالم التاريخية التي يتميز بها هذا الوطن.

ولم يغب عنها، كما هو واضح في البروشورات التي تعمل الهيئة على طباعتها وتوزيعها على الهواة وعشاق جمع الطوابع البريدية، وهم قلة، واهتمام الهيئة بمواكبة الاحتفالات والمناسبات والاحداث الوطنية والعالمية لاسيما الرياضية والشبابية.

تساؤل أخير

< بعد ذلك هناك سؤال ملح نعتقد انه بالضرورة الاجابة عليه خاصة إذا ما عرفنا ان في هذه الطوابع الوسيلة الاسهل التي تجوب العالم لتعرف بأعلامنا وتخلّد ذكراهم، وتدخل بهم الى كل منزل.. هو ما هي الآلية التي تحكم هذه الاصدارات ومن يقوم بإصدار التعليمات بشأنها .. هل هم الساسة أم قيادات المؤسسات الثقافية ام رجال البريد.. خاصة اذا ما عرفنا اهمية هذا الموضوع من خلال ما سبق ذكره؟

ما نخشاه هو ان يكون الامر مثل كل أمر تتحكم فيه معايير ومقاييس غامضة وأخرى المزاجية التي لا تحقق الفائدة المرجوة ،وربما تكون لاصقاً كأي لاصق لا يحمل دلالة ولا معنى.. نخشى ان تكون هذه المعايير قد لحقت بهيئة البريد التي نتمنى ان تبسط يديها لكي نغطي المساحات المفقودة في هذا الامر، وتصدر ماله اهمية وما هو عالي القيمة بالاضافة الى الاعلام الموجودين الذين تزخر بهم بلادنا قبل ان يتولاهم الله.. كما ان الامر يحتاج الى دراسة الواقع الثقافي، لكي يكون لأدبائنا واعلام الثقافة تمثيل حقيقي يجوب العالم.

شكرا على الموضوع